مراسي

لباسنا هويتنا

سعيد بن أحمد القلهاتي

لاشك إنَّ اعتزازنا بهويتنا يأتي من منطلق أوامر ديننا الإسلامي الحنيف الذي حث عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ لا سيما الاعتزاز بهوية الدين الإسلامي الحنيف الذي ولدنا عليه، والذي ندعو الله تعالى أن نموت عليه؛ حيث قال الله عز وجل في محكم كتابه العزيز: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت: 33) – وجاء في الحديث النبوي الشريف: (بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا؛ فَطُوبىَ لِلْغُرَبَاءِ”). رواه مسلم.

إنَّ هوية الإنسان المسلم بطبيعة الحال تنطلق أولاً من التمسك بدين الله الإسلامي الحنيف، ثم تتفرع إلى ما يجب على المسلم العربي أن يتمسك به؛ وهي على سبيل المثال لا الحصر، “لباس المسلم” سواء كان للرجل أو المرأة، والذي نعرج إليه في هذه المقالة.
فلباس المسلم الساتر للذكر أو الأنثى والذي أصبح يُنتهك من قبل العديد من المسلمين -هدانا الله وإياهم- سواءً في حِلهم أو تِرحالهم هو من أهم وأجل الاهتمام الذي يجب علينا كمسلمين أن نتمسك به ونهتم به وأن نفتخر ونفاخر به؛ فليس من شيم الإنسان المسلم أن ينزع عنه لباس الحشمة والتقوى الذي يميِّزه عن سائر البشر، فتجد للأسف الشديد الكثير منا كمسلين يرتدي وهو يمشي في الأسواق أو المجمعات التجارية الهاف أو “الشورت” كاشفاً جزءًا من عورته وهي ركبتيه وفي أحياناً كثيرة فخذيه، وباتفاق علماء المسلمين فإن عورة الرجل ما بين سرته إلى ركبته، فكيف له أن يستحل أمراً حرّمه ديننا الإسلامي الحنيف؟؟!!، ثم تجد أصنافاً أخرى تذهب إلى بيوت الله لأداء الصلوات وهم بملابس النوم، ضاربين عرض الحائط بقول وربنا عز وجل: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}. (الأعراف:31).

أما نساء الإسلام فحدّث ولا حرج فيما يتفنن به من انتهاكات في لباس المرأة المسلمة؛ فتجد هذه كاشفة شعرها وتلك تمشي بلباس ضيق يجسد جميع جوارح جسدها، وأخرى من ترتدي القميص والبنطال غير مبالية بما يظهر من عوراتها التي نهى الإسلام عن كشفها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أسماء إن المرأة إذا بلغت يجب أن لا يُرى منها إلا هذا وهذا، وأشار بذلك إلى وجهه وكفيه الشريفين). رواه أبو داود.

إنَّ غيرة المسلم الحق على ما يظهر من ظواهر غير طبيعية وغير صحية في عالمنا المعاصر هو ما يعني أنَّ هناك اختلال في موازين الحياة) وبالتالي يجب التصدي لها من قبلنا كأسر، حيث يبدأ هنا دور الأسرة في البيت، وذلك من حيث إلقاء النصائح والإرشادات للفتى والفتاة على حد سواء وذلك منذ نعومة أظافرهم؛ فيتربوا من صغرهم على استخدام اللباس الساتر لهما، وتكبر هذه النصائح والتوجيهات والتربية السليمة كلما كبر الأطفال مع اختلاف نوعها وفق ما يتم تقبله من عدمه.. ويكفينا زجرا ونهياً في الآية الكريمة – فالله عز وجل يقول في محكم التنزيل: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم نارًا وَقودُهَا النّاسُ وَالحِجارَةُ عَلَيها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ﴾ [التحريم: 6].
وهذا ما يدل دلالة واضحة على التوجيه الرباني للمؤمنين بأن يجنبوا أنفسم وأهليهم النار والعياذ بالله.
وأما رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الشريف الذي يوجه فيه أمته بمسؤولياتهم تجاه ما يسترعونه من رعية: (كلكم راعٍ، وكلكم مسئولٌ عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسئولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في أهل بيته ومسئولٌ عن رعيته…إلى آخر الحديث الشريف). متفق عليه.

كما أنَّ المراكز التجارية والأسواق تقع عليها المسؤولية الأهم في ذلك، أي بإمكانها وضع لوائح إرشادية يكتب عليها عدم دخول المركز أو السوق إلا بارتداء اللباس الساتر والمحتشم لكلا الجنسين؛ وبالتالي أرى بأنه ستكون هناك استجابة مثلى إن شاء الله تعالى.

أدعو الله عز وجل الهداية للجميع، والسير على الطريق المستقيم؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى