اللقاء الدوري الثالث للمحافظين يواصل مناقشة المشاريع التنموية ويدشّن برنامج “الوستاد” لتعزيز الموروث البحري في جنوب الشرقية
يواصل اللقاء الدوري الثالث للمحافظين أعماله في محافظة جنوب الشرقية، حيث عُقد اجتماع لمناقشة المشاريع التنموية قيد التنفيذ، واستعراض الخطة الاستراتيجية للتحول الرقمي في محافظة جنوب الشرقية، وسبل تعزيز التنافسية الاقتصادية بين المحافظات، وذلك في إطار تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040 للتنمية المستدامة والمتوازنة.
تم خلال الاجتماع تقديم مشروع التحول الرقمي لخدمات البلدية، الذي تنفّذه محافظة مسقط، بهدف تحسين جودة الخدمات ورفع كفاءتها من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية، إضافةً إلى مناقشة مشروع مواءمة رسوم بلدية مسقط مع باقي البلديات لضمان تحقيق تكامل مالي وإداري أكثر كفاءة. كما تم عرض ورقة عمل بعنوان “تنمية المحافظات بين الواقع والطموح”، تناولت التحديات التنموية والفرص المتاحة وآليات تحقيق التنمية المستدامة، قدّمها فريق أولوية تنمية المحافظات والمدن المستدامة بوحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040.
كما استعرضت محافظة شمال الباطنة جهودها في تحسين بيئة الاستثمار، بينما ركّزت ورقة عمل أخرى على آليات التخطيط والتقييم ومتابعة الأداء لتعزيز كفاءة المشاريع وضمان تكامل الأدوار بين الجهات المعنية لتحقيق أهداف التنمية الشاملة، قدّمها ممثلون من الفريق المركزي لمشروع المنظومة الوطنية للتخطيط والتقييم ومتابعة الأداء.
وتخلّل الاجتماع نقاش معمّق حول تطوير بيئة الاستثمار، وتعظيم الاستفادة من الموارد المحلية، وضمان استدامة المشاريع التنموية، حيث تبادل المحافظون الرؤى والخبرات في إطار تعزيز التعاون المشترك بين المحافظات، بما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفق نهج متكامل ومستدام.
أكد المشاركون أهمية هذه الاجتماعات الدورية في تعزيز التكامل بين المحافظات، وتنسيق الجهود لتحقيق أهداف التنمية الوطنية وفق رؤية عُمان 2040، عبر استراتيجيات متكاملة تضمن استدامة المشاريع وتعزيز الاقتصاد المحلي.




كما شهد الاجتماع تدشين البرنامج التدريبي “الوستاد”، كخطوة استراتيجية لتعزيز الموروث الثقافي البحري العُماني، وتمكين الشباب العُماني من إتقان صناعة السفن التقليدية وتحويلها إلى مورد اقتصادي مستدام، عبر برنامج تدريبي شامل بالشراكة مع جهات حكومية متخصصة.
بدأت فعالية التدشين بعرض مرئي حول رؤية المبادرة ورسالتها، حيث يهدف البرنامج إلى إنتاج نماذج معتمدة ومتقنة من السفن التقليدية، المصنوعة بأيدٍ مبتكرة من الشباب العُماني الباحثين عن عمل، وتحويل مهاراتهم الدقيقة إلى تحف تراثية تسهم في الدمج بين الابتكار الاقتصادي والحفاظ على الموروث الثقافي.
كما تضمّن العرض كلمة لسعادة الدكتور المحافظ، ولقاءات مقتضبة مع أعضاء الفريق المختص بإعداد مواصفات ومقاييس السفن التقليدية، تخلّلها استعراض مراحل العمل بالبرنامج خلال عام 2024، بالإضافة إلى تدشين الهوية البصرية والملف التعريفي الخاص بالمبادرة.
ومن المقرّر أن ينطلق البرنامج في أبريل 2025، حيث سيخضع 20 متدربًا لدروس نظرية وتطبيقات عملية مكثفة على مدار 9 أشهر، تحت إشراف نخبة من الخبراء والمتخصصين في صناعة السفن التراثية، بهدف صقل مهاراتهم وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لإتقان هذه الحرفة العريقة، وضمان استمراريتها كمصدر اقتصادي وثقافي مستدام.














