محمد بن عيسى البلوشي يكتب: عُمان تعطي دروسا في الأزمات (كورونا نموذجا)
محمد بن عيسى البلوشي*
كلمة وفاء وتقدير نرفعها إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- نشكر بها جنود عمان الأوفياء الكرام العاملين في القطاع الصحي، والمساهمين من أسود عمان الأشاوس من العسكريين والمدنيين والمتطوعين الذي يقدمون أسمى المعاني الإنسانية للتعامل مع وضع الجائحة العالمية كوفيد ١٩.
إننا نتابع اليوم بفخر واعتزاز هذه اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن، والتنسيق العالي بين المؤسسات ذات العلاقة للتعامل مع آثار الجائحة، ما يجعلنا مؤمنين بأن لله سبحانه وتعالى سيأتي بالفرج قريبا، للخروج من هذه الأزمة بمشيئته سبحانه وتعالى، فالمجتمع أصبح جسدا واحدا يشد بعضه بعضا من خلال تعاونه وتعامله الإيجابي مع التعليمات الصادرة من اللجنة الوطنية العليا المختصة بالجائحة.
إننا اليوم نستفيد من الدروس التي نتعلمها في هذه الظروف الاستثنائية، وهو مجال واسع بعد الأزمة لدراستها بعمق والخروج بأفضل الممارسات، ولكننا نعطي دروسا إنسانية متجددة في أن حياة الإنسان هي أغلى مكتسبات الأوطان، ويسخّر لها كافة الإمكانيات من أجل عافيتها وتمام صحتها، فالإنسان هو أساس التنمية وغايتها السامية، وبه تصبح الأشياء ذات قيمة، “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.
بفضل الله وعنايته وكرمه ولطفه أن وفقنا في عمان لبناء نهضة عصرية محورها وغايتها هو الإنسان، أسس أركانها المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -رحمه الله وطيب ثراه الطاهر-، ويسير على نهجها الحميد المبارك من أختاره أعز الرجال وأوفاهم بأن يكون سلطانا لعمان الماجدة، مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه وأيده بقوه وعزم- وأرضى شعب عمان الوفي به.
فهكذا تُبنى الأوطان بأساس راسخ لا يلين بعون الله وتوفيقه وقوته وحوله سبحانه أمام أهوال الحياة، فصدق الغايات النبيلة هي ما تبقى على الأرض لتعمر وتبني، وهنا تظهر معادن الرجال.
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ البشرية جمعاء من كل سوء ومكروه، وأن يهديهم إلى رشاد الخير والتعمير والتآلف، وأن يجنبهم الصراعات والشقاق ويغلق أبواب النفاق بينهم، ويجمعهم على كلمة الخير والمحبة، إنه سبحانه وتعالى نعم المولى والمجيب.
*خبير إعلامي